الجمعة، 18 مايو 2012

الثعابين وبني البشر

شغلني كثيراً ذلك التشابه الغريب الذي يصل لحد التطابق أحياناً بين الأفاعي والثعابين وبعض صنوف بني البشر .. وتساءلت كثيراً من منها قد أخذ من طباع الآخر وملامحه .. الإنسان أم الثعبان؟ .. وبعد بحث جهيد، اكتشفت أن أخلاق الثعابين أكثر سمواً ورقياً من بعض بني البشر .. وهي المفاجأة التي أذهلتني إلى حد البكاء .. فهناك فطرة إلهية تمتاز بها الثعابين لا تتوافر لبعض البشر، فالثعبان لا يلدغ ثعباناً آخر أبداً، والأفعوان - وهو ذكر الأفعى - لا يغتصب أبداً أنثى أفعوان آخر، والأفاعي غالباً لا تبدأ بالهجوم بقدر ما تأخذ وضع الدفاع عن النفس .. قارنت هذه الصفات الراقية بين سلوكيات بعض مما نطلق عليهم مجازاً - بني آدم - فوجدت أن الثعابين رفضت سلوك البشر وارتقت بنفسها عما انحدرت به أخلاق النفوس البشرية .. فالثعبان يتلون بلون بيئته ويتسلل بنعومة ليحصل على طعامه ويعيش بينما يواجه خصمه وجهاً لوجه ناظراً لعينيه رافضاً مبدأ الطعن من الخلف .. عدائه واضح وخصومته صريحة .. بينما وجدت أن ثعابين البشر طعناتهم من الخلف وصحيحهم مكتوم .. خصومتهم خفية .. سمهم بلا ترياق .. الغيبة غذائهم والنميمة دوائهم .. تلوك ألسنتهم حتى ولو جمعتك بهم موائد من السماء .. لا يتورعون عن الخوض في أعراض بعضهم.
وقد يأكلون لحماً حياً .. وبينما تموت الأفاعي في جو شديد البرودة أو شديد الحرارة، فإن ثعابين البشر قادرة على الحياة في كل الظروف .. لأنها صالحة لكل العصور .. تتلون بكل لون .. لذا، وجدت أن الإنسان قد ظلم الأفعى .. وألصق بها شر الصفات .. رغم أن من حق الأفاعي أن تقول اللهم اكفنا شر بني آدم، فهم أكثر ظلاماً وظلماً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق